لا تركع لغير الله قصة ماشطة إبنة فرعون
لا تركع لغير الله قصة ماشطة إبنة فرعون |
اليوم في مدونة 3alemmana نقدم لكم قصة معبرة ورائعة هن الصبر والثبات،قصة جميلة ومفيدة ،ذات معاني سامية حلمها التاريخ الإسلامي في زمن قوة وتجبر فرعون ،فهل سمعت بماشطة إبنة فرعون .
قصة ماشطة إبنة فرعون
لا تركع لغير الله قصة،ماشطة إبنة فرعون
ماشطة ابنه فرعون هي ،
إمرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها في ظل مُلك فرعون
كان زوجها مقرب منه ،وكانت هي خادمة ومربية لبنات فرعون.
منّ الله عليهما بالإيمان فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله
ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون
وتنفق على أولادها الخمسة
فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً
إذ وقع المشط من يدها
فقالت: بسم الله
فقالت ابنة فرعون: الله..أبي
فصاحت الماشطة بابنة فرعون: لا بل الله ربي وربُّ أبيك وربُّ أبيك
فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها ثم أخبرت أباها بذلك
فدعا بها
وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله
فأمرها بالرجوع عن دينها فحبسها وضربها فلم ترجع عن دينها
فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت ثم أُحمي حتى غلا
وأوقفها أمام القدر
فلما رأت العذاب أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى
فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة
الأيتام الذين تكدح لهم وتطعمهم
فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة
تدور أعينهم ولا يدرون إلى أين يساقون
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون
فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي
وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها
فلما رأى فرعون هذا المنظر أ مر بأكبرهم
فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلى.
والغلام يصيح بأمه ويستغيث... ويسترحم الجنود
ويتوسل إلى فرعون ،ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار
ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين وهم يصفعونه ويدفعونه
وأمه تنظر إليه ، وتودّعه
فما هي إلا لحظات حتى ألقي الصغير في الزيت
والأم تبكي وتنظر وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة
حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل
وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت
نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله
فأبت عليه ذالك فغضب فرعون وأمر بولدها الثاني
فألقي في الزيت حتى طفحت عظامه بيضاء
واختلطت بعظام أخيه
والأم ثابتة على دينها موقنة بلقاء ربها
ثم أمر فرعون بالولد الثالث
فسحب وقرب إلى القدر المغلي
ثم حمل وغيب في الزيت
والأم ثابتة على دينها
فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت
فأقبل الجنود إليه وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه
فلما جذبه الجنود بكى وانطرح على قدمي أمه
ودموعه تجري على رجليها وهي تحاول أن تحمله مع أخيه
تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها
فحالوا بينه وبينها وحملوه من يديه الصغيرتين
وهو يبكي ويستغيث ويتوسل بكلمات غير مفهومة
وهم لا يرحمونه
وما هي إلا لحظات حتى رحل عنها إلى دار أخرى
وهي تبكي وتتقطع لفراقه
جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك
فالتفتوا إليها وتدافعوا عليها
وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها
فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة
فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها
أنطق الصبي في مهده وقال لها
يا أماه اصبري فإنكِ على الحق
ثم انقطع صوته عنها وغيِّب في القدر مع إخوته
وفي يده شعرة من شعرها
وعلى أثوابه بقية من دمعها
وذهب الأولاد الخمسة
وهاهي عظامهم يلوح بها القدر ولحمهم يفور به الزيت
تنظر المسكينة إلى هذه العظام الصغيرة
عظام من؟
إنهم أولادها الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا
إنهم فلذات كبدها وعصارة قلبها
الذين لما فارقوها كأن قلبها أخرج من صدرها
طالما ركضوا إليها وارتموا بين يديها
وضمتهم إلى صدرها الحنون وألبستهم ثيابهم بيدها
ومسحت دموعهم بأصابعها.
ثم وفجأة يُنتزعون من بين يديها ويُقتلون أمام عينيها
كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب
بكلمة كفر تسمعها لفرعون كانت لو ركعت لفرعون ركعة واحدة كان من الممكن ان يطلق سراحها ويبقى على أولادها
لكنها لا تركع لغير الله
لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى
أخيرا لم يبق إلا هي
أقبلوا إليها ودفعوها إلى القدر
فلما حملوها ليقذفوها في الزيت
نظرت إلى عظام أولادها فالتفتت إلى فرعون
وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي
فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها ،وألقيت في القدر
واحترق جسدها وطفت عظامها
ما أعظم ثباتها ماشطة إبنة فرعون وأكثر ثوابها
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها وريحها فحدّث به أصحابه
وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟
فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها
لا تركع لغير الله قصة ماشطة إبنة فرعون
الله أكبــر
ماشطة إبنة فرعون ثبتت رغم جبروت وعذاب فرعون رغم ما رأته من ضلم،لكنها صبرت لله لأنها تعلم أن ما عند الله احسن وأرحم وأنه قوي رحيم وجنته نعيم ،حقا فهي لك تركع لغير الله .
عزيزي الزائر لا تخرج قبل إبداء رأيك في الموضوع فذالك يهمنا